هل صحيح أن أعلى نسبة في العالم كله للسلالة E-m81 موجودة في المغرب ونسبتها فيه أكثر من 60 بالمئة وشبه منعدمة في السعودية والمشرق ؟
الإجابة : نعم ، فعلا هذا صحيح ، يمكننا أن نقول جينيا : من خلال الدراسات أوالفحوصات الفردية الحالية : إذا كان اليمن هو عربيا البلد المتصدر في J1 فإن المغرب هو بلاد E-m81 ، تسجل هذه السلالة الشمال افريقية (نسبتها خارج شمال افريقيا تكاد تنعدم ) أعلى نسبة لها عالميا في دولة المغرب وتقل نسبتها كلما ابتعدنا عن المغرب ، وتصل أحيانا في بعض مناطقه الجبلية إلى نسبة 99 بالمئة من سكان تلك الجبال ، أما عموما تمثل فيه أكثر من 60 بالمئة من جينات المغاربة حسب إحصائيات سابقة .. لكن هناك نقطة هامة لا بد أن ننوه إليها : حول ( “” خداع الإحصائيات الجينية “”” )
السؤال :
كيف حسبوها وعرفوا أن نسبتها أكثر من 60 بالمئة في المغرب ؟
الإجابة :
الدراسات الجينية الأولى بشمال إفريقيا كانت تركز بالأخص على المناطق الناطقة بالأمازيغية لأسباب يمكن شرحها وفهمها ( البحث عن جينات الأمازيغ ) لكن تلك الدراسات كانت مجحفة في حق بقية سكان ومدن المغرب
هنا على سبيل المثال كل الدراسات المتعلقة بالمغرب
حيث يبلغ عدد كل العينات المؤخودة من المناطق الناطقة باللهجات الأمازيغية : 754
بينما تبلغ كل العينات المؤخودة من المناطق الناطقة بالهجات العربية : 202 فقط
أي فرق كبير جدا بينهما ، قرابة من أربعة أضعاف !!
( نلاحظ عدم توازن واضح جدا ما أثر في النسب الحالية للسلالات الجينية داخل المغرب)
علما حسب الإحصاء العام للسكان في المغرب لسنة 2014
فنسبة الناطقين باللهجات الأمازيغية يبلغ 26,7 %
ونسبة الناطقين باللهجات العربية وحدها يبلغ 73,3%
هذا التصرف يطرح العديد من الشكوك حول غاية هؤلاء ( الغربيين ) في دراسة جينات المغاربة فالعينات في مثل هذه الدراسات تأخذ نسبا غير متكافئة ولا تمثل الثقل الحقيقي لمن فحصوهم ثم يقومون بالتعميم على الجميع !! وهو نفس الأمر الذي طبق على دراسات من تونس والجزائر ..
مثال آخر :
هنا مثلا نموذج للدراسات التي يفترض أنها عامة وتمثل كل السكان
في دراسة Aboukhalid et al. 2010
إلا أننا نجد أن العينات تتوزع كالتالي :
Berber n = 67
Sahrawi n = 50
Arab n = 42
أعلى نسبة أخدت من الناطقين بالأمازيغية والذين يشكلون 26% فقط من السكان
تليها الناطقين بالحسانية جنوب المغرب والذين يشكلون فقط 0,9% من السكان
وأقل نسبة من العينات أخذوها من الناطقين بالعربية الدارجة والذين يشكلون غالبية السكان أي 73,3%
هذا يسمى الضحك على الدقون، يعني لا يكفي أن معظم الدراسات تركز على الناطقين على بالأمازيغية، بل حتى الدراسات العامة التي تمثل دولة كبيرة كالمغرب كهاته تأخد أعلى النسب من الناطقين بالأمازيغية، وأقلها من الناطقين بالعربية، ثم تدعي أنها تمثل كل سكانه
في الوقت الذي توجد فيه العشرات والكثير من الدراسات الخاصة بالناطقين بالأمازيغية
وبعض الدراسات المستفيضة الخاصة بالطائفة اليهودية المغربية
لا نجد بالمقابل دراسات خاصة مثلا بذوي الأصول الأندلسية بشمال المغرب
أو خاصة بساكنة المدن التاريخية العتيقة والتي هي نواة التجمعات العمرانية الحالية
أو خاصة بالساكنة ذات الأصول الإفريقية بوادي درعة
أو خاصة بالمناطق التي استقرت بها قبائل بنو هلال أو بنو سليم أو بنو معقل داخل المغرب
أو خاصة بالبحث عن تأثير الوجود الفينيقي الكنعاني في الحواضر التي أسسوها كسبتة وطنجة وغيرها
فمن جهة يمكن تفهم لماذا ركز الباحثون الغربيون معظم الدراسات الجينية على المناطق الناطقة بالأمازيغية داخل المغرب ( بحثا وتفصيلا عن هوية الامازيغ الجينية ) لكن من جهة أخرى لا يمكننا تفهم هذا البون الشاسع في العينات و درجة تمثيلها لمختلف أطياف المجتمع المغربي ( 750 عينة خاصة بالناطقين بالامازيغية مقابل 200 عينة فقط للناطقين بالعربية ) أي حوالي اربعة أضعاف … ثم قاموا بعمل احصاء اجمالي خلصوا فيه للنسب الحالية ( ويقولك هذي هي نسب انتشار السلالات داخل المغرب ) !!! وهو أمر لا منطقي وليس دقيقا بتاتا لمن درس الاحصاء وقواعده في التمثيل الدقيق لمختلف أطياف المغرب .
وهو ما نسميه ( خداع الإحصائيات الجينية ) .
لا ينتبه له العامة المبتدؤون .
علما أننا نقول أن فعلا السلالة E-m81 هي المتصدرة لجينات المغاربة لكن الاحصائيات الحالية فيها الكثير من الضبابية و الأمور التي لا يبنى عليها .
—————————————————-
نقارن هذا بالنتائج العالمية :
—————————————————-
فنلندا هي الدولة الأوربية – شمال ألمانيا ، عدد سكانها لا يتجاوز 5 ملايين ونصف
لكن عدد عيناتها في الفحوصات الجينية يتجاوز 12 ألف عينة ( شخص/عائلة ) مفحوصة
الدول العربية عدد سكانها مجتمعة قرابة 400 مليون .. تجمع كل من قاموا بالفحوصات الجينية ما يلحقوش عدد المفحوصين من دولة صغيرة كفنلندا 5 ملايين فقط ، هذا للتأكيد بأن الحديث عن أي إحصائيات جينية بناءا على دراسات تمت على 100 أو حتى ألف شخص هو حديث سابق لأوانه ( مازلنا بعيدين سنوات ضوئية عن النسب الحقيقية لتوزيع السلالات الجينية -الأصول الأبوية – لسكان الجزائر أو أي دولة عربية أخرى ) — الكلام أعلاه مبني على النتائج الحالية الموثقة في الدراسات السابقة أو في الفحوصات الفردية التطوعية للمشاريع الجينية.
tribus Algeriennes 