قبائل الوندال في الجزائر – les Vandales en Algérie

المملكة الوندالية في إفريقيا الشمالية (429- 533)
—————————————————-
سنتحدث في هذا المقال عن تاريخ الوندال في شمال افريقيا وخصوصا بالجزائر المعاصرة، سنتحدث عن أصولهم ، من أين جاؤوا  ، كيف دخلوا للجزائر ، تعدادهم ، قبائلهم، مملكتهم التي أسسوها ، عاصمتها ، حدودها وأقصى اتساعاتها  ـ وصولا إلى سقوط دولتهم .

الوندال - les Vandales
الوندال – les Vandales

vandales - الوندال
14606294_1356567864378082_1390959485435744668_n14611007_1356567817711420_6191415400542842058_n


أصل الوندال:

————-
الوندال هم قبائل من أصل جرماني من شرق أوروبا ، وبالتحديد من المنطقة المحصورة بين نهر الدانوب جنوبا و نهر الرين غربا و نهر دينستر شمالا ( أغلبها اليوم تتبع لدولة رومانيا وأجزاء من هانغاريا وأوكرانيا وصربيا)

vandales ( الوندال
vandales ( الوندال

ومع مرور الوقت تمددوا وانتشروا ناحية الشمال الغربي واستوطنوا المنطقة الجنوبية لبحر البلطيق( المُوضح في الخارطة ) شمال ألمانيا . ثم امتد نفوذهم حول ضفاف نهر الرين ناحية الغرب  ،ثم زحفت قبائلهم وبدأت تنتشر تتدريجيا ، في كل من  الجنوب الغربي لألمانيا خلال القرن الرابع الميلادي ثم تقدمت إلى بلاد الغال “فرنسا حاليا “ووصلت الى اسبانيا عام 409م . وفي عامين 429 إلى 430 م كان خول قبائل الوندال بقيادة جينسريك-جنسريق إلى الجزائر وتونس التي أسسوا في أراضيها مملكة الوندال (Royaume vandale ) 

يُقسم المؤرخون قبائل الوندال لمجموعتين كبيرتين

( السيلنغ و هاستينغ silings et hastings )
القسم الثاني ( قبائل الهاستينغ ) وهي المعنية بهذه الدراسة ، فهي التي واصلت هجرتها نحو الجنوب ولم تتوقف حتى أسست مملكة كبيرةعلى الضفاف الجنوبية للبحر المتوسط ( في تونس والجزائروأجزاء من ليبيا  ) واشتهرت بعدائها الشديد للرومان وشنت العديد من الهجمات على الامبراطورية الرومانية ، وقبل استلائهم على قرطاج ومدن شمال افريقيا كانوا قد سيطروا تقريبا على كل الأراضي الاسبانية ، كان أول ملك للهاستينغ الوندال ، يدعي ( Gundéric ) الذي وحد قبائل الهاستينغ وجعلهم قوة عسكرية ضاربة في البحر المتوسط ، توفي قبل أن يرى مشروعه يتحقق ، ذلك المشروع والحلم المتمثل في الاستلاء على شمال  افريقيا وقرطاج التاريخية ، ثم   خلفه في الملك ابنه الملك جنزريق  Geiserich ( Genséric ) الذي واصل تحقيق حلم أبيه ، اشتهر هذا الأخير بممارساته البربرية ، فكان يرتكب الكثير من الابادات الجماعية بجيشه الجرار ولا يبقي لا طفلا ولا امرأة ، علاوة على إقدامهم بقطع الأشجار وإتلاف المزروعات ( حرب الأرض المحروقة ضد خصومهم ) ، ويذكر المؤرخون أنهم عندما استولوا على كالما = قالمة من الرومان قاموا باغتصاب نسائها وقتل رجالها وحرقها ونهبها ، وهو نفس الأمر الذي فعلوه عندما أغاروا على عاصمة الامبراطورية الرومانية وقرطاج وكل المدن التي كانت تقاوم سلطتهم وتمددهم  وبسبب تلك الأفعال  اعتبرت القبائل الوندالية كقبائل ( بربرية همجية متعطشة للقتل والتدمير والتخريب والإغتصاب ) لكن بعض المؤرخين يقولون أن مؤرخي الرومان بالغوا في تشويه صورة الوندال وأن تلك الأساليب التي يعيبونها على ا لوندال طبقتها جيوش الرومان من قبلهم ، وهم (أي الوندال) ما اعتمدوها إلا لزرع الرعب في قلوب أعدائهم خصوصا بالنسبة لملكهم الجديد الذي يطمح لاخافة أعداء  والده ( الرومان ) وهو ما وقع ، إذ لم يستطع هؤلاء ايقاف الزحف الوندالي على مناطق نفوذهم في شمال افريقيا، والذي إستطاع القضاء على الملك الروماني الذي دام لقرون عديدة وذلك  في أقل من 20 سنة فقط.

سبب هجرتهم لشمال إفريقيا :
——————————–
لعل من أهم الأسباب التي جعلت الوندال يفكرون في مواصلة زحفهم نحو الضفة الجنوبية ، هو تلك الحرب الطاحنة التي وقعت بينهم وبين جيرانهم قبائل القوط في إسبانيا ، تلك الحرب التي راح ضحيتها ، اخوانهم من قبائل السيلنغ – السيلنخ الوندالية ، ولتجنب نفس المصير كانت أعين زعماء قبائل الهاستينغ الوندالية ، في مقدمتهم  عيون ملكهم ( جنزريق ) ،  متوجهة نحو الجنوب وأراضي افريقيا الخصبة (خصوصا الجزائر وتونس ) ، و كانت الفرصة الأساسية التي استغلها الوندال لدخول افريقيا تتمثل في نداء الاستعانة الذي وجهه  الحاكم الروماني في مدينة سبتة فقد قامت حكومته المركزية في روما  بعزله عام 427م فعصى امرها و استنجد بالهاستينغ الوندال  الذين كانوا يحكمون اسبانيا فلبوا طلبه وعبروا مضيق جبل طارق الى افريقيا عام 429م بقيادة “جزريق”

grandes-invasions Vandales هجرة قبائل الوندال
grandes-invasions Vandales هجرة قبائل الوندال

عدد الوندال الأوائل وكيف سيطروا على الولايات الرومانية في شمال افريقيا :
————————————————————-
بلغ عدد قبائلهم التي عبرت المضيق أزيد من ثمانين الفا من الوندال الهاستينغ  من بينهم خمسة عشر الف إلى عشرين ألف مقاتل،حسب ما ذكره المؤرخ ( Victor de Vita )
وكان معهم الكثير من حلفائهم من قبائل الأوربية القريبة منهم نسبا خصوصا قبائل :  (Alains, Goths et Suèves). ونزلت قبائلهم  وأحلافهم على الشواطئ المغربية ثم تمركزوا بنواحي مدينة الغزوات (شمال تلمسان  اليوم ) فاستطاعت  قبائلهم عبور المتوسط  بدون أي عوائق تذكر واستولت على كل شئ يوجد في طريقها وكانت أول مواجهة عسكرية هي تلك التي استطاعوا من خلالها القضاء على الحامية العسكرية الرومانية في آلتافا  ( بمنطقة أولاد ميمون شرق تلمسان ) ، ومن ثم استولوا أولا على أراضي ولاية ( مورتانيا الطنجية ) نسبة لمدينة طنجة بالمغرب عاصمة الولاية الرومانية ، ثم شنوا هجوما ساحقا من بعدها على عاصمة ولاية ( موريتانيا القيصرية ) نسبة لعاصمتها : مدينة قيصر = شرشال  اليوم غرب العاصمة الجزائرية ،  ومن بعدها استولوا على كل أراضي  الولاية الرومانية  ( موريتانيا السطايفية ) حتى وصلوا شرقا إلى مدينة ( هيبون = عنابة ) فحاصروها طيلة 14 شهرا ،  واستولوا عليها ، القديس الروماني  أوغستا الشهير توفي خلال ذلك الحصار . وكان يسعى قبل وفاته لعقد الصلح بين القائد الروماني  لافريقيا المنشق بونيفاس و الحكومةالرومانية المركزية بروما .فطلب بونيفاس حاكم هيبون بعد ان اعادته روما الى ولايته من قبائل الوندال الرحيل عن افريقيا فاعلنوا عليه الحرب وهزموه وحاصروه حتى اخرجوه منها سنة431م واستولوا على ملكه وولايته كلها .

Royaume Vandale المملكة الوندالية
Royaume Vandale المملكة الوندالية

مدينة بجاية الجزائرية عاصمة لأول مملكة للوندال في شمال إفريقيا :
——————————————————————–
بعد إستلائهم على الولايات الغربية لروما في افريقيا ( ولاية موريتانيا الطنجية ، ولاية مورتانيا القيصرية-شرشال- ، ومورتانيا السطايفية-ستيفس=سطيف- ) كان لا بد للوندال من عاصمة ادارية يديرون منها شؤون مملكتهم الجديدة وحديثة النشأة ، فاتخذوا مدينة سالداي (وهو الاسم الفينقي والأصلي لمدينة بجاية الحالية ) عاصمة لهم واتخذوها منطلقا للهجوم على المدن الرومانية خصوصا ، هيبون = عنابة ، وقيرتا = قسنطينة ، وقرطاج شمال تونس ، وبعد سقوط هذه الأخيرة في أيديهم ،  نقلوا عاصمتهم من سالداي (بجاية ) إلى مدينة قرطاج  سنة 455 م، والتي واصلوا منها غزوهم والتمدد شرقا ناحية طرابلس بليبيا  وشمالا ناحية جزر البحر المتوسط التي تفصلهم عن روما. (مالطا ، سيسليا ، سردينا ، جزر الباليار ، جزيرة ايشتيا ..خليج نابلس )
la Corse , la sicile , la Sardaigne , les Baléares , l’île d’Ischia jusqu’à l’entrée du golfe de Naples

وأسس الوندال بذلك أول مملكة ( دولة قوية ) ملكية وراثية في شمال افريقيا ،
توارث على عرشها ستة (6) ملوك ، أشهرهم :
مؤسسها الملك جنسريق زعيم قبائل الهاستينغ الوندالية
الذي يعتقد انه مدفون في الجزائر

 ملوك الوندال les rois Vandales
ملوك الوندال les rois Vandales

لم يستطع الرومان بعد 6 سنوات من دخول قبائل الوندال إلى افريقيا،  القضاء عليهم عسكريا أو ايقاف زحفهم نحو الشرق وانهزموا أمامهم في جل المعارك العسركية وكانت أهمها معركة ( كالما =  الاسم الروماني الاصلي لمدينة قالمة ) التي سيطروا عليها سنة 430، فقررالرومان  أخيرا اللجوء  إلي الحلول السياسية والدبلوماسية فعقدوا معهم اتفاقية هيبون ( عنابة ) سنة 435 ، التي وصفت الوندال لأول مرة ( كشعب صديق لروما ) “هذا بعدما كانت روما تصفهم من قبل  “بالشعوب البرابرة الهمجية ( peuples barbares )
,ولكن كل تلك الحلول بائت بالفشل أمام رغبة الوندال الشديدة في التمدد وتأسيس مملكة ( وامبراطورية ) لهم بشمال افريقيا ، وهو ما حدث ، إذ استولى الوندال على قـيرتا-سيرتا ( قسنطينة ) وأعلنوا إنشاء ما سموه ( المملكة الوندالية في افريقيا ) عاصمتها سالداي ( بجاية ) ولم يكتفوا بذلك بل كان أشهر ملك للوندال آنذاك يستعد للاستيلاء على عاصمة الفينقيين التاريخية ، مدينة قرطاج العظيمة  , وكان لهم ما أرادوا  سنة  439 ،عندما حاصر الوندال  مدينة قرطاج واستولوا عليها وانتزعوها من أيدي الرومان ، ثم عٌقد صلح آخر مع الرومان سنة 442 لكن جنسريق لم يحترم هذه الإتفاقية أيضا ,ولم يقف عند إفريقيا ( تونس والجزائر) بل إستولي علي طرابلس ( أقوى حواضر الرومان في ليبيا الحالية )  وعلي كل الجزر التي تفصل روما عن افريقيا ، وبعد 20 سنة من دخول قبائل الوندال لإفريقيا عبر مضيق طارق ، استطاعوا خلالها السيطرة التامة على كل مدنها وولاياتها الرومانية وصولا لطرابلس شرقا وسواحل ايطاليا الجنوبية  وأصبح ملكهم ( جنسريق ) هو السيد الحقيقي على  شمال إفريقيا من أقصاها غربا  إلي أقصاها شرقا وهدد الامبراطورية الرومانية من جنوبها بعدما فشل أجداده في القضاء عليها عندما كانوا في شمالها .فشنوا عليها إنطلاقا من شواطئ قرطاج (تونس ) هجوما مفاجئا سنة 455 استطاعوا من خلاله الوصول لروما عاصمة الامبراطورية الرومانيا وتدميرها ونهبها .فحرقوها

عملة نقدية للمملكة الوندالية في افريقيا الشمالية وجدت في الجزائر

Carthage Monnaie du roi vandale Gélimer, VIe siècle
Carthage Monnaie du roi vandale Gélimer, VIe siècle

tablette
سقوط المملكة (الدولة ) الوندالية في إفريقيا
——————————————-

 من أهم الأسباب التي أدت لسقوط هذه الدولة الوندالية التي شملت أراضي شاسعة من شمال افريقيا تمتد من طرابلس إلى طنجة ،  كانت تتمثل أساسا في سوء إدارة تلك الدولة لتركيبة المجتمع في شمال إفريقيا ففي عهد الوندال مابين ( 430-534) كان المجتمع مكون من خليط من الشعوب منها القبائل الجبلية للبربر الأمازيغ   والمستوطنين من الرومان والوندال ومن إنتقل معهم من قبائل الغوط والآلان الاوربية ،  وبقايا الفينقيين والأرستقراطيين ‘ إذ شهدت هذه التركيبة عدة تصادمات بسبب التمميز والحكم الدكتاتوري الوندالي وأساليبهم الهمجية في قمع أي تحرك أو مطالب مشروعة ، بالاضافة لعدم تسامح الوندال مع الأديان الأخرى فمارسوا قهرا شديدا ضد الديانة الكاثوليكية وأتباعها في شمال افريقيا باعتبارها ديانة عدوتهم اللدود (روما) فهدموا الكنائس وقتلوا الكاثوليك ورموزهم الدينية وشردوهم ( كان الوندال متعصبين للمذهب الاريوسي ) وهو مذهب مسيحي قديم لا يؤمن بالتثليث ( كان أنصاره يرون المسيح كرسول وليس كإله كما فعل الكاثوليك )  ,فأدي بهم ذالك إلي ممارسة سياسة البطش علي الأرثدوكس والكاثوليك والعناصر الرومانية والليبية المناؤئة للأريوسية , فشكلوا كتلة معادية ومعارضة للمحتليين. ومن نتائج ذلك : تحالف القبائل البربرية الامازيغية الجبلية في منطقة طرابلس والأوراس مع البيزنطيين (الحكام الجدد )  لاسقاط حكم الوندال

بالاضافة للاضطرابات الداخلية التي سببتها سياستهم الجرمانية المتطرفة مع مخالفيها ، كان نفوذ البيزنطيين (الروم الشرقيون ) يتنامى بسرعة شديدة وهو ما ممثل تحدي كبير أمام الدولة الوندالية وهو التحدي الذي لم يستوعبه حكام الوندال الذين دخلوا في حروب فيما بينهم بينما جارهم الجديد يزداد قوة ، وهو بالفعل ما حدث إذ استطاع البيزنطيون القضاء نهائيا على حكم الوندال من شمال افريقيا واستولوا على أراضيهم ومملكتهم ونصبوا أنفسهم الحكام الجدد لإفريقية ( الجزائر تونس طرابلس ) بعد أزيد من قرن من حكم سلالات الوندال لها .ورغم أن عدد الوندال تضاعف ثلاث مرات  حسب المؤرخ فيكتور دو فيتا الذي قال أن عددهم بلغ حوالي ربع مليون وندالي ( أزيد من 200 ألف وندالي ) كانوا مستقرين في شمال افريقيا بعد قرن من دخولهم إليها ، إلا أن انقساماتهم وصراعهم على الملك والشهوات لم ينفع كثرتهم من مقاومة 16 ألف مقاتل بيزنطي  الذين أرسلهم الحكام الجدد للمنطقة ( البيزنطيين ) لاستعادة شمال افريقيا من الوندال

les Byzantins البيزنطيين
les Byzantins البيزنطيين

واستطاع الامبراطور البيزنطي  جيشنياتوس الكبير ملك قسنطينية ( مدينة في تركيا المعاصرة  )  , من إعادة وحدة الإمبراطورية الرومانية بقسمها الشرقي والغربي تحت سلطته , وكانت أول خطوة له هو البدأ بإحتلال مملكة الوندال حتي يعيد شمال إفريقيا لسلطة أجداده ,وأرسل جيشا بقيادة  لبليزار. الذي حشد من الجند البيزنطي ما يقارب  10 ألاف من المشاة و5 ألاف من الفرسان بعضهم من جند المقاطعات والبعض الأخر من حرسه الخاص و600من قبائل الهان و400من فئة الهيرول وكان مجموع الجيش 16 ألف رجل . وأقلع الأسطول من القسطنطينية (تركيا ) يوم 22جوان سنة 533م .. .   وبعد 16 يوما من الإنطلق وصلت السفن البيزنطية إلي جزيرة صقلية التي أصبحت مقرا للعمليات العسكرية ونقطة إنطلاق إلي شمال إفريقية,وانقسمت قبائل البربر (الامازيغ المحلية ) فبينما فضل بربر طرابلس مساندة البيزنطيين فضل بربر ولاية موريتانيا السطايفية و السيزارية مساندة الوندال  بينما انحازبقايا الرومان إلى البيزنطيين ،  وعلي بعد مسافة قصيرة من قرطاجة جرت معركة برية بين الوندال والبيزنطيين   في مكان يدعي ديسمو فخسر الوندال المعركة وأنسحبوا لإعادة تنظيم قواتهم حينها أصبح الطريق مفتوح أمام البيزنطيين   إلي قرطاجة  و رفض ملك الغوط الغربيين في إسبانيا وأمراء الهون التحالف مجددا مع الوندال المتواجدين في الجزائر وتونس … إلا أن هؤلاء  وصلتهم امدادات من اخوتهم الوندال من جزيرة سردينية التي كان يحكمها الملك الوندالي  زازون أوطازون.. وفي شهر نوفمبر سنة533م دار القتال في مكان يدعي تريكاماروم فقتل ملك سردينا الوندالي زازون في هذه المعركة وهرب أخوه جليمار ملك افريقيا (تونس وشرق الجزائر )  إلي قمة جبل يدعي بابيا مع بعض رجاله الذين نجوا من القتل والأسر فحوصر من طرف مجموعة من الجنود البيزنطيين حتي أضطروا إلي الاستسلام في مارس سنة 534م وباستسلامه للبيزنطيين  إنتهت مملكة الوندال في شمال إفريقيا والتي دامت أكثر من قرن من الزمان.

—————————————————————————————–

 الهامش :

 بونيفاس = أحد القادة الرومان للجيوش الرومانية في إفريقيا اشتهر بحنكته العسكرية والادارية ،  كان يبذل جهدا كبيرا حتى يُبقي إفريقية (شمال افريقيا ) تابعة  دوما للإمبرطورية الشرعية ( الإمبرطورية الرومانية) وقد حقق على البربر عدة إنتصرات عسكرية مما  أدى إلي إنتشار صيته ولكن انتصاراته تلك جلبت له أعداءا كثر في مجلس الشيوخ الروماني على رأسهم القائد العسكري ومنافسه الشديد ، القائد العام لجيوش روما ( أيتيوس )  الذي روج في روما أن بونيفاس يريد الإستقلال بإفريقية ( شمال افريقيا ) فتم عزله من منصبه سنة 427م لكنه رفض هذا القرار وتمرد على روما مما  أدي إلي نشوب معارك بين جيوش روما المركزية وجيشها التابع لبونيفاس في افريقيا واستمر الحال إلى أن داهمتهم جيوش الوندال القادمة من ناحية الغرب. انضم بونيفاس إلى روما مجددا حينما أرسلت قواتها لاستعادة ملكها الذي سرقه الوندال منها في شمال افريقيا ، ففي سنة 431 م نزل بقرطاج جيش من القسطنطينية بقيادة أسبارلنجدة البلاد من الوندال وأنضم إلي جيش بونفياس ولكنهما إنهزما معا في نفس السنة

Césarée مدينة سيزار نسبة للقائد الروماني سيزار = هي اليوم مدينة شرشال التي كانت عاصمة ولاية موريتانيا القيصرية
Mauretania Caesariensis SPQR.png
آلتافا = هي حامية عسكرية أنشأها الرومان شرق تلمسان بمنطقة قبيلة أولاد ميمون العامرية الحالية –
Altava ( à Ouled Mimoun, entre Tlemcen et Sidi Bel Abbes)

الآلان – Alains هم قبائل بدوية من أوربا الشرقية رافقت قبائل الوندال في هجرتهم ناحية الغرب وتأسيس دولتهمه
Alani-map

بعض المصادر :
http://alger-roi.fr/Alger/alger_son_histoire/pages_liees/vandales_pn58.htm
http://fr.wikipedia.org/wiki/Vandales
http://fr.wikipedia.org/wiki/Royaume_vandale

15 رأي على “قبائل الوندال في الجزائر – les Vandales en Algérie

  1. وثائقي يحكي عما يسميه المؤرخون ( غزو قبائل الوندال البربرية لشمال افريقيا )

    قامت القبائل الوندالية بغزو شمال افريقيا في القرن الخامس الميلادي بعد ان خربوا في طريقهم كلا من فرنسا واسبانيا.. واسسوا مملكة تمتد من طنجة الى ولاية طرابلس في ليبيا ابتداءا من سنة 429 الى سنة 534 السنة و التي استطاعوا خلالها تدمير جيوش روما حلفائها من قبائل الامازيغ ، ولم تستطع روما ولا الثورات الداخلة القضاء على ( مملكة الوندال ) طيلة أزيد من قرن من الزمان ، حتى جاءت الجيوش البيزنطية ( من تركيا اليوم ) واستطاعت القضاء على هذه المملكة ( مملكة الوندال في شمال افريقيا) .. التي كانت تسيطر على كل المناطق والولايات الرومانية في شمال افريقيا م (الشريط الممتد من طنجة في المغرب الى ولاية طرابلس في ليبيا)

    1. التاريخ دائما يكتب بيد الغالب .. و لهذا لا تصدّق كل ما ذكر في التاريخ .. ليس من المنطق أن لا يكون لقوم في حياتهم إلا التخريب و النهب فذلك ينافي طبيعة البشر.

    2. في الحقيقة ان مقالك في غاية الاهمية والاكيد ان الوندال واعدادهم الهائلة اي اكثر من 80000 نسمة في ذالك التاريخ وكم سيكون عددهم اليوم افتراضا يجعلنا نتسائل اين هم ولكن هم بيننا فعلا انهم البربر حيث االمواصفات الجسيية البيضاء والشعر الاشقر ومن الا كيد ان الجين المعروف بالجين البربري هو في حقيقة الامر جين وندالي ولا نجده الا في خط مسار الرحلة الوندالية اي اسموندنافيا واسبانيا حيث اسس الوندال مملكة هناك ثم شمال افريقيا ..ان السكان الاصليون لشمال افريقيا هم السود فانضاف اليهم العنصر البونيقي ثم الوندال المتمزغين اخيرا قبل العرب…

      1. يا أخ الفاضلي
        ألفت انتباهك إلى خطأ بارز .. كيف يمكن أن تعتقد أن البربر هم أحفاد الوندال ؟؟ .. إن الأمازيغ هم شعب عريق و قديم جدا انضاف اليه عبر التاريخ العديد من الشعوب و كل ذلك يشكّل عنصر الأمازيغ و ما الوندال إلاّ قطرة في لتر ماء .. و لتذكيرك فإن قدوم الوندال سبقته العديد من الهجرات الشمالية نحو شمال افريقيا من ايبيريا و البلقان و اليونان و من مناطق السلتيين و كامل مناطق البحر الأبيض المتوسط.

    3. نعم الوندال كانو في دالك الزمان يعتبرون مسلمون لي انهم اتبعو الدين الصحيح وليس التثليث اعتبرو عيسى رسول وليس اله وانا قرأت قصة عنهم فقد جرت حروب كبيرة في الامبراطورية الرومانية راح ضحيتها ازيد من 3ملاين انسان بسبب الاختلاف الدي جرى بين اتباع التثليث وهم الرومان واتباع الاريسيين الدين كانو يعبدون الله الواحد الاحد وان عيسى نبي من عند الله وهم كانو على المسحية الصحيحة و الوندال هم اخر من حمل الرسالة المسيحية الصحيحة قبل ان يهزموا وان يبادوا من طرف بيزانطيين الدين قضو عليهم نهائيا ونشروا التثليث في العالم …… الخ القصة طويلة ومن يريد ان يطلع عليها عليه بقراءة كتاب عضماء المئة لأمة الاسلامية المؤلف جهاد ترباني .

  2. السلام عليكم اخي كاتب الموضوع
    لقد استمتعت بمقالتك الرائعة لكن يوجد تعتيم اعلامي على فترة الوندال في شمال افريقيا
    فهم كانو من اتباع المذهب الاريوسي اي النصارى الموحدين و قد هربوا من اوروبا بع الاضطهاد الذي لقوه من المسيحيين المثلثين فهاجروا بدينهم الى شمال افريقيا و بسبب طمس التاريخ يقال لهم البرابرة

    1. تماما .. التاريخ يكتب بيد الغالب . و الرومان و البيزنطيين و الغرب عموما من المسيحيين المشركين معروفة جرائمهم عبر التاريخ .. أقل شيء جميل يمكن قوله عن الوندال أنهم كنسوا القمامة الرومانية (أكابر المجرمين) من شمال إفريقيا ، و أعظم شيء جميل أنهم كانوا على التوحيد.

      1. والفترة التي بقيتها روما في شمال افريقيا تحسب بعدة اجيال وليس جيل واحد والأمازيغ لم يتخلصوا من وصاية روما إلا لفترات قصير كما حدث مع تمرد يوغرطة .

  3. السلام عليكم مشكل تزويرالتاريخ واقع معاش فالتاريخ فيلم بطله صانعه اي المنتصراو صانعه لان التاريخ في غالب الاحيان يصنع من قديم وقيلان اصل الانسان المتحضر من اوروبا وهنود ما سمي ب :امريكا وما وصفو به من همجية وما قيل عن الشعوب الرافضة للاستعمار وطمس حضارات

  4. إنّ المؤرخين العرب و المسلمين قد تقاعصوا، حتى أصبح من لا تاريخ له كالأمريكي أو من له تاريخٌ أسود كالأوروبي هو من يكتب التاريخ ويُنسب الإنتصارات و الإبتكارات له، و تكتب قصص و روايات و تُدون صحف و تُعمل أفلام من تاريخٍ مسروق لأمم أنهكها اإستعمار ثم الفتن و الحروب و الصراعات الطائفية.

  5. يجب التثبت من هذه الاوصاف التي وصفهم بها مؤرخوا روما..فروما كانت تضطهد المخالفين لعقيدة التثليث الشركية و هي التي كانت تمارس الاجرائم..فمش معقول نصدق كل شي يقوله مؤرخوا روما.. يقال بأن الوندال كانوا من الموحدين الذي يرفضون عقيدة التثليث فإن كان ذلك حقا كما يقول بعض المؤرخين فهذا يفسر تكالب مؤرخي روما على وصفهم بالبربريين المتوحشين لأنهم هزموهم شر هزيمة عدة مرات و رفضوا عقيدتهم القائلة بالتثليث..سانت اوغستين كان يسوم معارضي الثالوث سوء العذاب حتىجاءه جايستريك و قضى على اثره..تذكروا ان المستعمر الفرنسي كان يصف اهل الجزائر بأوصاف التوحش و الهمجية و غيرها كما وصف الرومان الوندال…هناك همزة وصل ما ..من هم الوندال حقا؟ و لماذا يتعمد التاريخ الكذب عليهم فمش من المعقول ان يكون الوندال فقط متوحشون و يهزمون و هم قلة اكبر جيوش العالم في ذلك الوقت جيوش روما الجرارة..هناك حلقة مفرغة..اكيد كانوا اذكياء و اما رفضهم لعقيدة التثليث فهو ما يجعل الشك يساورني بأنهم تعرضوا فيما بعد لتحالف كل القوى الغربية في ذلك الوقت لتقضي عليهم و تبيدهم كما ابيد مسلموا الاندلس بعد سقوطها..و محاكم التفتيش الدينية التي قامت في الاندلس ما هي بغريبة ان تكون قد قامت فعلا للقضاء على اثار الوندال و اجبار ما تبقي منهم للدخول في عقيدة التثليث ثم جاءت الفتوحات الاسلامية و كان دخول الفاتحين رحمهم الله سهلا الى بلاد شمال افريقيا بما في ذلك مصر مما قد يدل و الله اعلم على ان وندال شمال افريقيا تعاطفوا مع الفاتحين ضد روما التي اضطهدتهم. في رسالةرسول الله صلى الله عليه و سلم الى هرقل يذكر النبي عليه الصلاة و السلام كلمة الاريسيين و يقول بعض الشراح ان الاريسيين هم اتباع اريوس الامازيغي الذي رفض عقيدة التثليث. لا اعلم ان كان موحدا توحيدا صحيحا ام لا علم ذلك عند علام الغيوب فلقد شوّه الرومان الكثير من التاريخ خدمة لمصالحهم فلم نعد نعرف الحقيقة كالمة بخصوص تاريخ الوندال..لكن عندما نفكر قليلا في ما حدث للوندال من عزل و طرد بسبب رفضهم عقيدة الثالوث و قد وصفتهم لاكنيسة بالمهرطقين فهنا يجب طرح السؤال : هل ما كتب عن الوندال صحيح؟ ام هوضربمن ضروب الانتقام التاريخي لتشويه سمعتهم كما شوه الغرب سمعتنا كمسلمين و لا يزال؟ قرأت في بعض المواقع لمؤرخين غير رومانيين بأن الوندال الاريسيين كانوا اذا دخلوا بلادا من تلك التي غزوها في روما منعوا الزنا و الشذوذ و الموبقات التي كانت دولة روما انذاك تبيحها و قال بأنهم لم يكونوا متوحشين كما يصفهم التاريخ ..فهل يا ترى هؤلاء موحدون حصل لهم نفس ما يحصل لنا من تشويهو ابادة؟ ام كونهم يرفضون عقيدة التثليث ليس له اي علاقة بما نالوا من اوصاف ؟؟؟ الله اعلم و الحقيقة ان شاء الله مسيرها تبان

  6. يا ريت مقالا عن الفترة الفينيقية التي بدات تسعة قرون قبل الميلاد و لم تنتهي و لن تنتهي

اترك رداً على Tekia Oran إلغاء الرد