قبائل الشعانبة – أسود صحراء الجزائر les Tribus Chaamba, les lions du Sahara Algérie

قبائل الشعانبة الجزائرية :
————————-

هم من أشهر وأكبر قبائل الصحراء الجزائرية ( أكبر قبيلة جزائرية بعد أولاد نايل ) ، وأكثرها عددا وقوة، تحتل قبائلهم مساحة شاسعة من الصحراء الجزائرية ، يتواجدون أساسا في كل من ولاية غرداية ( في عاصمة الولاية وبمدينة متليلي ، المنيعة زلفانة ..الخ)  وفي ولايتي ورقلة و الوادي وتمنراست وفي مناطق متفرقة كثيرة من الجزائر كما لهم تواجد قديم داخل الأراضي التونسية وسبها الليبية لحد اليوم

صورة : شعانبي من جنوب تونس على فرسه بسيفه (الشفرة المستقيمة) في القرن 19 م

،يرجع أبناء القبيلة و بعض النسابة المتأخرين ، نسبهم  إلى يعقوب بن عبد الله الذي كان رئيسا لفروع حكيم من حصن من علاّق قبل القرن التاسع الهجري، أي إلى يعقوب بن عبد الله بن كثير بن حرقوص بن فائد بن هَيْكَل بن مُلاعِبْ بن نُمَيْر بن حكيم بن حِصْن بن علّاق بن عَوْف بن بُهْثَة بن سُلَيْم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ومن أشهر عروش الشعانبة في صحراء الجزائر : أولاد بلقاسم ( القواسم ) ، وأولاد خليفة ، وأولاد عبد الله ، وأولاد عامر ، وأبو الهول ، وأبو معنونة ، وسحيم وغيرهم.

chaamba banou solaim – شعانبة بنو سليم الجزائر
ومن الذين نسبوهم إلى بنو سليم : المؤرخ المعاصر والقاضي المصري  محمد سليمان الطيب صاحب ( موسوعة القبائل العربية ) وهو من شعانبة مصر ، صور الكتاب و ترجمة المؤلف .

يقول  أحد شعرائهم قديما:

بنو الشعانبة أعز الله قوّتكم — وزاد أيامكم أمنا وإيمانا
تاريخكم في إباء الضيم معجزة — تبقى على الدهر أجيالا وأزمانا
فلم تكد يد الاستعمار تغمركم — حتى إنفجرتم على الصحراء بركانا
كم دوّخت جيش الفرنسيس قبيلتكم — ومزقت شملهم طعنا واثخانا
ظنوا بكم أمّة عزلاء واهنة — فواجهوا عربا في البيد عربانا
لا يصبرون على ضيم يُراد بهم — ولا يطيقون يوم الرّوع اذعانا
(بنو سليم ) ميامين إذا انتسبوا — للأصل كان أبوهم (قيس عيلانا )
كانت عزائمهم في الحرب أسلحة — وكان إيمانا بالله نيرانا

و يقولون عن أصل تسميتهم أنها نسبة إلى قائد أولاد يعقوب هؤلاء ( شُعيب ابن مخزوم السلمي ) بينما يعود بها آخرون إلى ( سكان الشِعاب – الأودية ) ، ومنها ما ذكره الفرنسي دوماس صاحب كتاب صحراء الجزائر 1845 أنها نسبة لأنثى ( سلوقى ) كانت لدى شيخهم .. (( و تخليدا لذكرى أنثى سلوقي كانت تسمى عنبة سموا أنفسهم شعانبة)) .  إلا أن المؤرخ  ابو الراس الناصري  وهو أسبق من الجميع ذكر أن سببت التسمية راجع إلى ( واد شعنب ) الذي نزلوا فيه فقال عن الولايات التي كانت تتبع لباي وهران  : ((لمّا قدّمنا ما تحت حكمه من إيالات الملوك والوزراء ورعايا السلاطين والأمراء بالتلول ذكرنا هنا إيالته من الشمال للجنوب، من البحر الرومي إلى شعنب وهو قطر سمّي باسم من حلّ به من العرب في حدود أوائل المائة السادسة وإليه تنسب القبيلة المشهورة الكبيرة– يقصد الشعانبة – وذلك قبلة القصر الأبيض على مسافات تزيد على خمسة أيّام من أبي الضرس الذي بإزاء الشطّ في أرض حميان أحد بطون بني يزيد وكذا مدّت إيالته أيضا إلى جبل مصاب، سمّي ذلك الجبل باسم الذي حلّ فيه من لماية إخوة المداغر ويقال له مزاب بالزاي، ومعهم أخلاط من صنهاجة وغيرهم من البربر، وهم بذلكالجبل مدن مثل غرداية وغيرهما ومعهم سنّيون يقال لهم بنو مرزوق يعرفون عندهم بالمالكية ومن بني مصاب أهل القرارة وبعض أهل ورقلة وغير ذلك)))  ويعتبر هذا أقدم نص ذكر الشعانبة وربطهم باسم المنطقة التي حلوا فيها وهي من أراضي قبائل الحميان الهلالية

أما  شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله – رحمه الله فأكد أن  الشعانبة (سكان الشعاب) هم في الأساس والغالب حلف قبلي تشكل من القبائل الهلالية وانضمت اليه لاحقا أصول أخرى من بني سليم (كبني مرزوق)  و الطرود والمرابط . وتناسوا نسبهم وظنوا لاحقا أنهم من بني سليم

وعن الذين أيدوا النسب الهلالي للشعانبة نجد أن المصادر الفرنسية التي دونت أنساب القبائل الجزائرية في بداية الإحتلال أجمعت على هلالية الشعانبة وأن الرواية الشفوية لأجدادهم  كانت كلها تجمع أنهم جاؤوا من الغرب الجزائري بالتحديد ذكروا أن لهم علاقة قرابة مع الحميان الهلاليين ، من ذلك  ماجاء في كتاب Exposé de la situation générale des territoires du sud de l’Algérie 1922 الصفحة 194 ما نصه :” أسلاف الشعانبة في فترة دخول بني هلال قاموا بداية بالتفاف حيث ذهبوا إلى القطاع الوهراني ثم نزلوا جنوبا إلى متليلي تباعا ”

كما أيدهA. Cauneille صاحب كتاب Les Chaanba, leur nomadisme صفحة 729
”……في مجموعة بشرية –يتكلم الكاتب عن الشعانبة – تنحدر من هلاليين ربما اختلطوا مع زناتيين ، و إستوعبوا عناصر مختلفة الأصول .” ويضيف  كوناي في كتابه الشعانبة البدو : ( جميع المؤشرات تنتهي بنا إلى الاعتقاد أنّ الشعانبة من أصول هلالية ، وتجمعهم قرابة بحميان، إمّا أن تكون النواة الأولى فرّت من هذه القبيلة، أو أنّهم أحفاد أولاد ماضي، وهم من زغبة أيضا) انتهى.

وهذا الأصول الهلالية للشعانبة هو ما ذكرته أيضا دراسة عن UNESCO بعنوان nomades et nomadisme du sahara صفحة 135 مايلي: -” بني ثور ، الشعانبة القبالة و أولاد بوسعيد ، المخادمة ، سعيد عتبة …..هذه القبائل الأربعة البدوية تنحدر كلها من –الغزاة الهلاليون- من بني هلال ……الحميان و الذين منهم الشعانبة ….. ”

و في تهميش الصفحة425 من la revue africaine -المجلة الإفريقية عدد سنة 1886 دون التالي : -”الاسم الحقيقي لشعانبة المنيعة هو الماضي باسم قبيلة أولاد ماضي بوسعادة و التي كل الشعانبة ينحدرون منها و مع العادة تغيير الاسم الأصلي و أصبحوا يتسمون مواضي ”

ومن المؤرخين من حدد بوجه الدقة أصولهم الهلالية إلى قبيلة الحميان بناءاعلى روايات شفوية قديمة كانت لدى أسلافهم في القرون الأولى لدخول الإستعمار ومن ذلك ما أورده دوماس صاحب كتاب صحراء الجزائر le Sahara d’Algérie سنة 1845في الصفحات 305-315 ( الشعانبة يقولون أن أصولهم (جاؤوا) من القطاع الوهراني ، و حسب المرويات أن أصول كل الشعانبة من عائلة واحدة  كانوا يخيمون في التل و يتشكلون من 7 إخوة أصغرهم كان مكروها من الأخرين اسمه ثامر بن تلال و توفي أبوهم فرحل أخوهم ثامر إلى الجنوب هروبا من مضايقات إخوته لأنه كان سيخلف أباه كزعيم شيخ الخيمة لقبائل الحميان , أخو ثامر غير الشقيق يدعى طريف كذاك تم طرده بسبب غيرة إخوته و كرههم له. فلحق بأخيه و بعد سفر شاق في حرارة شديدة بحثا عن مكان ينصبون فيه خيمتهم فوجد ثامر واد يدعى واد متليلي فسكن ثامر غربه و طريف شرقه فتكاثرت العالتين و تصاهرتا فيما بينهما و قاموا فيما بعد ببناء مدينة تسمى على اسم الوادي و هي متليلي . ) انتهى.

في أواخر القرن التاسع الهجري استقرت فخوذ الشعانبة في متليلي وهي المقر الرئيسي لهم، ولما تكاثروا نزحوا إلى الشرق نحو واحات ورقلة والمنيعة، وفي عهد الاستقلال انقسموا إلى ثلاث زمرات رئيسية في متليلي، والمنيعة وعين البيضاء بولاية ورقلة.

ويقول المؤرخ Jacques Grand’Henry في كتابه Les parlers arabes de la région du Mzāb ما نصه :
( أغلب العرب الذين يرتحلون في منطقة الشبكة هم من الشعانبة أول مكان الذي انتشروا منه هو الواحة الصغيرة المسماة متليلي الشعانبة و التي تقع جنوب غرداية هذه المدينة لم تذكر من طرف أي مؤرخ قديم و تاريخ تأسيسها غامض لكن موروث قوي يمكننا من الاعتقاد بأن لهذا المكان جاء و مكث أوائل العرب من هذه القبيلة- أي الشعانبة- ذات الأصل الهلالي و من المؤكد أن الشعانبة تكاثروا و انتشروا في منطقة واسعة من الصحراء الجزائرية حيث يشكلون اليوم خمس مجموعات كبيرة : -1شعانبة متليلي 2-شعانبة المنيعة 3-شعانبة ورقلة 4-شعانبة الواد 5-شعانبة العرق الكبير الغربي (و ينقسمون إلى شعانبة قورارة و شعانبة بني عباس) .

ومن هذه النصوص التاريخية يمكننا الجزم أن أصول الشعانبة نسبة إلى شعنب من أراضي الحميان الهلالية وارتبطت بشيوخهم  ثامر بن تلال وطريف بن محمد وعبد القادر بن عمر الذين  قادوا عروشا هلالية كثيرة عادت من الجنوب الوهراني واستوطنوا بها  بلاد الشبكة وضمت اليهم لاحقا أصول أخرى من الذين سبقوهم في سكنى المنطقة كالزناخرة و بني مرزوق وأولاد سيدي يحى المرابطين أو اللاحقين فيما بعد  كالمذابيح والعمور و الطرود وعدوان وغيرهم ممن إنضم اليهم

ومن خلال الفحوصات الجينية التي قام بها مشروع جينات الجزائر ، تبين أن أصول معظم عروش الشعانبة مرتبطة ببصمة جينية أبوية مع قبائل بنو هلال وهو ما يثبت بالعلم المعاصر صدق روايات الشفوية التي كان يتناقلها أجداد الشعانبة عن قرابتهم مع قبائل الحميان الهلالية و أولاد ماضي وغيرها — للإطلاع على جينات الشعانبة ( اضغط هنا ) 

عروش الشعانبة في الجزائر 

1 ـ شعانبة بورزقة : ويتواجدون في متليلي وغرداية، وهم يسيطرون على منطقة شاسعة من الصحراء تمتد حتى وادي لواه ووادي زرقون غربا وجيرانهم فيه قبيلة أولاد يعقوب ( واحدة من قبائل الذواودة الرياحية الهلالية) . وأهم أعراشهم : بني إبراهيم ، بني مرزوق ، مرابطين أولاد المرابط عمر بن موسى بن سليمان بن علي بن سعيد ، الشرفة أولاد مولاي سليمان بن علي او بن بن محمد بن عمر ويقولون أن أصلهم من فاس ، أولاد إسماعيل ، القمارة ، العوامر ، السوايح ، أولاد حنيش ، أولاد عمر ، أولاد إبراهيم ، أولاد موسى ، الثوامر أحفاد ثامر بن تلال أشهر شيوخ الشعانبة ، البهاهزة ، الشلق ، جرودة ، أولاد عيسى بن موسى ، عميرات. وأولاد عبد القادربن عمر أحد قادة الشعانبة التاريخيين رفقة  ثامر بن تلال وطريف بن محمد

يتحدّث  قوفيون (Gouvion) في كتابه “Monographie du Mzab” عن قادة متليلي سنة 1924، في صفحات 306-308، :

– قائد قيّاد شعانبة برزقة: محمد بن لاله، ينتمي إلى عائلة أولاد سيدي الشيخ، ابن خليفة الجنوب سي لاله ولد بوبكر، وهو في هذا المنصب منذ سنة 1898.

وهو ما يكشف العلاقة الوثيقة بين قبائل الشعانبة (خصوصا شعانبة بورزقة )  و قبيلة أولاد سيدي الشيخ  البوبكرية التيمية ، فقد كانوا على علاقة قوية معهم لدرجة تولي تلك الشخصية البوبكرية قيادة القبيلة ، وذلك راجع لتبعية الشعانبة للزاوية الشيخية ، الزاوية التي كانوا يتبعون طريقتها ( زاوية صوفية كان أغلب متزعميها من أولاد سيدي الشيخ ) ، وإذا تولّى حمزة بوبكر هذا المنصب بعد ذلك بسنوات عديدة فليس غريبا، ، فهذه التبعية والعلاقة بين الشعانبة وأولاد سيدي الشيخ كانت من منطلق ديني بحت  منذ عهد الشيخ الحاج بوحفص(ت1071هـ)، الابن البكر للجدّ الأكبر لأولاد سيدي الشيخ، الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة (940-1025هـ)

وجاء أيضا في وثيقة “سادة متليلي” (Les Seigneurs de Metlili)، ما يثبت العلاقة القوية التي كانت تربط قبائل
الشعانبة بقبيلة أولاد سيدي الشيخ ، فقد أورد المؤلف  رفضهم الشديد، سنة 1881، تعيين أخ باش أغا الأرباع قائدا للقياد في متليلي، لأنّه غريب عنهم، فما كان من الإدارة الفرنسية إلاّ أن تراجعت عن هذا القرار، وعقّب عليه بما يلي: «إلاّ أنّ التاريخ يثبت أنّهم كانوا ولا يزالون تابعين لأولاد سيدي الشيخ، فهم يقدّسون أولياءهم وعلماءهم ( علاقة ناتجة من بعد ديني = الزاوية الشيخية )، ولكن لأجل المصلحة أيضا؛ لقد شعر الشعانبة بضرورة استعمال أراضي الرعي الخصبة في منطقة جريفيل( البيض )، وهي تحت السيطرة المباشرة لأولاد سيدي الشيخ».

chaamba banou solaim – شعانبة بنو سليم الجزائر

2 ـ شعانبة بوروبة : إلى الشرق من الزمرة الأولى، ويسيطرون أيضا على ديار شاسعة من الصحراء الجزائرية جنوب وشرق مدينة ورقلة ووادي ميزاب، ومن أهم القرى التي تقع في ديارهم : الرويسات وعجاجة والشط وحب الريش وعين البيضاء وهي تابعة لولاية ورقلة، وفي شمال الولاية تقع ديار قبيلة المخادمة الهلالية في وادي النساء، وتشارك بعض فخوذ الشعانبة سكن هذا الوادي مع بعض أولاد نايل وغيرها من قبائل الصحراء الجزائرية. ومن المعروف أن أشهر حقول البترول الجزائري تقع في حاسي مسعود والعقرب القاسي وهي من ديار شعانبة البوروبة. ومن أشهر بطون شعانبة البوروبة أولاد فرج ومنهم محمد حاود زعيمهم أيام الثورة في الصحراء على الفرنسيين، ومنهم أيضا أولاد قاسم ( القواسمة )، وأولاد عبد الله وغيرهم. ومن أهم أعراشهم : أولاد بوروبة ، شقوق ، أولاد بوبكر ، أولاد عمر ، أولاد فرج ، نسير ، أولاد زيد ، دوي ، دبوب دناقير ، دبوب أولاد ابراهيم ، أولاد علي بن عبد الله ، أولاد بلقاسم

chaamba banou solaim – شعانبة بنو سليم الجزائر

نزح قسم من شعانبة البور إلى واد سوف قرب الحدود التونسية وهم الشعانبة السوافة وأشهرهم: أولاد الطيب بن عمران، ولهم شهرة واسعة لدى سكان الصحراء، وكانوا ألد أعداء فرنسا وظلوا ثائرين لمدة 20 سنة.

وعن أصول شعانبة بوربة وشعانبة بوسعيد في ورقلة : نجد رواية المؤرخ الفرنسي المعروف فيرو حيث يقول: (بعد انهيار السلطنة الحفصية دخلت بلاد ورقلة سنوات من الفوضى أواخر القرن السادس عشر الميلادي اتّصل اثر هذا أهل ورقلة بسلطان فاس من الأشراف، ليعيّن لهم أحد أبنائه الأربعة سلطانا على ورقلة، فوقع الاختيار على أصغرهم “علاهم”، فكان تنصيبه سلطانا على ورقلة في سنة 1602مـ….بعد تنصيبه بقليل قبل خدمات قبيلة بدوية، قبيلة الشعانبة “أهل الزريبة”، الذين كانوا يقصدون مواطن الرعي بالقرب من ورقلة، فوظّفهم كـ: “مزارقية” (Mezarguia)، وهم حرّاس مسلّحون بالرّماح . وبعد ذلك قبل فروض طاعة قبيلة بدوية أخرى، هي قبيلة “بني ثور”، التي اضطرّها الجفاف إلى مغادرة الجريد إلى ورقلة؛ أكرم وفادة هؤلاء، لأنّه كان يسعى إلى الاعتماد عليهم في استرجاع سلطته التي كان الشعانبة يمارسونها باسمه. عندما أدرك الشعانبة هذه النوايا أمروا “بني ثور” بمغادرة البلاد، فاحتدم الصراع بين القبيلتين، وإثر هزيمة الشعانبة استغاثوا بإخوانهم من شعانبة “القليعة” وشعانبة “متليلي”، وهو ما أدّى في معركة موالية إلى هزيمة “بني ثور” بدورهم، فانسحبوا إلى تقرت لاستعادة عافيتهم، وإصلاح أضرارهم. كانت عودتهم إلى ورقلة مؤشّر هزيمة جديدة للشعانبة، وعاملُ المفاجأة أمكنهم من هزيمتهم هزيمة منكرة. لجأ الناجون من المعركة إلى متليلي، وطالبوا بالانتقام، غير أنّ “بني ثور” بقوّتهم التي تزيد على 500 فارسا لم يملك الشعانبة معها جرأة مواجهتهم مواجهة صريحة. انتظر شعانبة متليلي إذا فرصة مواتية للانتقام لـمَقاتل إخوانهم، وفي يوم من الأيّام فاجؤوا 40 فارسا من “بني ثور” في طريقهم إلى مزاب، فارتكبوا فيهم مجزرة، وأبادوهم عن آخرهم. عندما بلغ الخبر “بني ثور” أخذوا أسلحتهم، وزحفوا على متليلي، غير أنّ حاجّا تقيّا كان في طريقه إلى مكّة التقى بالجيش، فتدخّل لوقف الغارة، إنّه سيدي الحاج بوحفص، الابن الأكبر لسيدي الشيخ، الشيخ المشهور بالبيض في جنوب وهران. تضرّعاته أفضت إلى المصالحة بين الطرفين، وإحلال السلام بينهما؛ وبفضل هذا الصلح شهدت ورقلة هجرتين للشعانبة من متليلي: الأولى تحت قيادة الزعيم المدعوّ “بوروبة”، الذي منح اسمه لكامل قبيلة شعانبة بوروبة؛ والثانية تحت قيادة الزعيم “بوسعيد” الذي أعطى اسمه لفرقة منها اولاد بوسعيد ) ص375 . les Ben-Djelab لمؤلفه: Charles المجلة الإفريقية Revue Africaine عدد سنة 1986.

شعانبة وادي سوف : ينقسم شعانبة الوادي الذين يستقرون بالجنوب الغربي لملحقة الوادي ، إلى :

1)أولاد غدير (Guédir): الذين ينحدرون من نسل أولاد فرج من المنيعة (El-Goléa) الذين جاؤوا في القرن السابع عشر بحثا عن مراعي في العرق الشرقي بعد أن عانوا لعدة سنوات متتالية من الجفاف .
2)أولاد عمران (Ouled Amrane): الذين لجأوا إلى الجنوب في القرن 19، بعد معركة قتل فيها جدهم عمران منافسه المير (El-Mir) ويقال أن هذين الخصمين المتنافسين ينتميان إلى عشيرة من أولاد بوسعيد بورقلة.
لديهم أشجار النخيل في منطقة عميش (Amiche) و في وادي العلندة (Oued el Allenda) فكانوا يعيشون في منازلهم قليلا من الوقت وخاصة في موسم جني التمور أما الرعاة فيبقون في الصحراء.
ومن بينهم يتم توظيف أفضل وأكثر عددا من الجمالة “المهاريس” (Meharists)للجمعية في العرق الشرقي ومقرها في الوادي. ( هم عبارة عن فرع من المجندين الذين يركبون الجمال و يعملون كأدلاء في الصحراء).

 

3 ـ شعانبة المواضي : ويتواجدون جنوب القسمين السالف ذكرهما، وبلادهم في عمق الصحراء الجزائرية متصلة بديار شعانبة البوروبة، وأهم معاقلهم مدينة المنيعة التي تعتبر مركزهم الأساسي  والتي تقع بعدها هضبة تادمايت، ثم مدينة عين صالح التي يسكنها بعض الشعانبة المواضي، بالإضافة إلى بعض القرى الصحراوية مصل عين الطيبة وقور بوخلولة وقور ورقلة والغولية وضاية الصفصاف والمملوك. ومن أشهر فروع شعانبة المنيعة أولاد زيد ومنهم أولاد الأشهب المواضي. ومن أعراشهم : أولاد بلقاسم ، أولاد معمر ، أولاد محمد ، أولاد الشيخ ، خنابليش ، أولاد سيدي قدور بن يحي ، العوادين ، القرينات ، دحامنة ، مهادي ، أولاد الحاج دحمان ، أولاد الحاج منصور.

chaamba banou solaim – شعانبة بنو سليم الجزائر

كما هناك قسم من الشعانبة في منطقة ورقلة ( ضمن شعانبة البوروبة ) يُطلق عليهم شعانبة طَرُود وأصلهم من بني فَهم من قيس عيلان أبناء عمومة بني سُليم بن منصور، وقد ذكر المؤرخ التونسي المرزوقي أن جزء منهم ما زال لحد اليوم داخل الاراضي التونسىة وقد كانوا رفقة اخوتهم من قبائل الربايع و غريب  و بني يعقوب منتجعين في صحراء قبلي (تونس) ووادي سوف(الجزائ) ..و صحراء جنوب ولاية تطاوين في تونس

والمشهور عن الشعانبة كغيرهم من عرب الجزائر عزة النفس العالية والشجاعة النادرة، وويتميزون بإكرام الضيف وحماية الجار. بعد الاستقلال توطن معظم الشعانبة في المدن والقرى ومال بعضهم إلى زراعة النخيل وأشهر أنواعه ” دقلة نور “، ويعمل الكثير منهم في شركات البترول الوطنية التي تقع بالقرب من ديارهم.

أما عن أصل تسمية غرداية فذكر المؤرخون بما فيهم مؤرخوا الاباضية أن أصلها يعود إلى كلمتي ( غااااار داية) و هو راجع لأول من سكن المنطقة واستوطنها وهم قبيلة سعيد العربية الترتفرقت فيما بعد قدوم الاباضية لكنها تركت اسمها للمنطقة كشاهد , و سميت المنطقة باسم امرأة منهم اسمها داية ( غار داية)  كانت تقطن بالغار الذي لا يزال إلى يومنا هذا متواجدا في أعلى القصر وهذا بشهادة شيخ الاباضية نفسه ( الشيخ اطفيش ) في  الرسالة الشافية  ، وهذه وثيقة تاريخية تؤكد ذلك .

في كتابهLE LIEUTENANT-COLONEL DAUMAS)

Directeur central des affaires arabes à Alger)
LE) SAHARA ALGÉRIEN)
يقول على لسان الشعانبة “ في حروبنا لا نسبي نساء العدو. ان العدو مات نقطع راسه. عدونا جريح نحترمه. و لن نترك ابدا ما لدينا من املاك.” و اضاف قائلا ” شجعان جدا و مضيافين جدا.

chaamba banou solaim – شعانبة بنو سليم الجزائر

مجاهدو جيش جبهة التحرير الوطني في ساحة القصر القديم متليلي الشعانبة يوم 5 جويلية 1962

• قبائل سلمية - les banou soleim